ما حكم المرأة التي ترفع صوتها على زوجها وتتطاول عليه بالكلام، لقد أمرنا الله تعالى في الشريعة الإسلامية بالزواج كأحد أسس المجتمع السليم والسوي، الذي يكون مدعوما بقواعد صحيحة و علاقات أسرية متينة، قوامها الأسرة الصالحة الإسلامية، القائمة بالشريعة الإسلامية، و التي تضع مخافة الله بين أعينها، و ترعى أبنائها، و تطيع فيه المرأة زوجها، و الأبناء آبائهم و أمهاتهم، فيكون الحب و الإحترام و التقدير متبادلا ما بين أفراد العائلة .
المرأة التي ترفع صوتها على زوجها
لقد أوضح الدين الإسلامي مكانة كلا من الرجل و المرأة في الإسلام، و جعل الرجل سندا و قوة و دعم للمرأة ،و جعل المرأة الملاذ الآمن و السكن الجميل للزوج، الذي يجد فيه الرجل راحته و أمانه، و الحضن الدافئ الذي يجد فيه الحب و الحنان، و لكن الحياة لا تكون دوما وردية و خالية من المشاكل، فالحياة بطبيعتها مزيح من الصعوبات و التقلبات، و لكن بأي حال من الأحوال على المرأة كونها الأكثر عاطفية أن تحتوي الموقف، و تحاول قدر الإمكان المحافظة على أسرتها و حسن طاعتها لزوجها، و لا ترفع صوتها بأي حال على زوجها، و دائما ما تعطيه القدر و المكانة و الإحترام الذي يستحقه .

رأي الأزهر الشريف في رفع صوت المرأة على زوجها
وفقا للأزهر الشريف فالمرأة لا يجب عليها مطلقا بأن ترفع صوتها على صوت زوجها، حتى و إن كانت غاضبة منه، فعليها تقديره و إعطاءه حق قدره، بل يجب عليها أخذ الأمور بروية و إمتصاص غضب زوجها عند المشاكل، و لا تحاول افتعال المشاكل أو زيادة الطين بلة كما يقولون، فإن هدأ الزوج توصلوا للتفاهم، و يصل كلاهما للحل الحكيم الذي يرضي كليهما، و أن المرأة التي تقوم برفع صوتها هي امرأة ناشز، و يجب عليها العدول عن هذا السلوك الشائن .

حكم المرأة التي ترفع صوتها لابن عثيمين
يرى الإمام ابن عثيمين بأن الحوار ما بين الزوجين لا بد من أن يقوم على الود و الاحترام و الرحمة و التفاهم ما بين الطرفين، لكي لا يظلم أحد الآخر، فديننا الحنيف و رسولنا الكريم أمرنا إما إمساك بمعروف وإما تسريح بإحسان ، فعلى المرأة تقدير زوجها و اعتباره القائد بمنزله و الراعي لشؤون بيته و المؤمن لاحتياجاتهم، وعلى الزوج معاملة زوجته بالحسنى، فهي القلب الحنون الدافئ، و التي تحكمها عاطفتها و أحاسيسها، و تقودها دوما، فعليه أن يحتويها و يشعرها بالأمان و بأنه السند الذي يقف خلفها و يجعلها قوية و سعيدة.

الحياة مليئة بالتحديات و المواجهات، و لكن الرجل الحكيم و المرأة المتفهمة الواعية هما فقط من يستطيعون تغيير دفة الحياة لصالحهم، بالحب و التفاهم، و تقدير كلا منهما للآخر، و خفض المرأة صوتها أمام زوجها ليس ضعفا أو مذلة، بل هو رفعة و كبرياء، و دليلا على حسن خلق الزوجة و سعة تحملها و مدى تهذيبها و حسن تربيتها.