حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد سنستكشف حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد، ونلقي الضوء على الأدلة الشرعية المتعلقة بهذه العبادة الجليلة سنتعرف على وجهات النظر المختلفة لعلماء الفقه والسنة في هذا الأمر، ونفهم الأسس الشرعية التي تقوم عليها هذه العبادة الجماعية الخاصة بيوم العيد كما سنتناول أهمية هذه العبادة في تعبير المسلمين عن توحيدهم وانتمائهم الروحي للأمة الإسلامية، وكيفية أداء هذه العبادة بالطريقة الصحيحة والمأمورة.
حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد
تختلف آراء العلماء في هذه المسألة إلى رأيين رئيسيين:
- الرأي الأول: ينادي برفع اليدين مع كل تكبيرة أثناء صلاة العيد.
- الرأي الثاني: يشدد على عدم رفع اليدين في التكبيرات الزائدة خارج التكبيرة الأولى في صلاة العيد.
أنصار الرأي الأول
الذين يرون استحباب رفع اليدين في تكبيرات العيد، يستندون إلى العديد من المراجع الفقهية وآراء العلماء المعتبرة ففي كتاب “المجموع” للنووي وفي “المغني” و”الدين الخالص”، وجه النووي وغيره من العلماء الكبار يشيرون إلى استحباب رفع اليدين في تكبيرات العيد وقد روى عبدالرزاق عن ابن جريج والفريابي عن الوليد بن مسلم معتمدين على سند صحيح أن مالك بن أنس كان يؤيد هذا الرأي أيضا.
هذا الرأي تبناه العديد من العلماء الكبار مثل عبد الحليم محمود وسيد سابق وابن باز وابن عثيمين، وهم من أبرز العلماء في مجال الفقه والتفسير يؤمن هؤلاء العلماء بأن رفع اليدين في تكبيرات العيد يعتبر من السنن المستحبة التي يجب على المسلمين اتباعها، وهو رأي يحظى بتأييد واسع في العالم الإسلامي.
التي يستند إليها أنصار الرأي الأول
هو حديث يقول: “لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن”، ومن بين هذه المواطن تكبيرات الأعياد يذكر هذا الحديث في كتب الفقه مثل كتاب الكاساني والمرغيناني وغيرهما، ولكنه حديث ضعيف السند.
الدليل الثاني:
يقدم دليلا آخر على رفع اليدين في صلاة العيد، حيث يروي وائل بن حجر قوله: “رأيت رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم – يرفع يديه مع التكبير” وقد رواه الإمام أحمد في مسنده والطيالسي والدارمي في سننهما.
ويعتبر الحديث سندا حسنا، حيث إن رجاله ثقات وموثقون، وجميعهم من رجال الستة إلا اليحصبي وقد روى عنه الحديث اثنان من الثقات، ووثقه ابن حبان.
وفي تعليقه على هذا الحديث، أشار الألباني إلى أنه يشمل الرفع في صلاة العيد بما فيها من التكبيرات الزيادة ورغم أن هذا الحديث عام، إلا أن الألباني اختلف مع هذا العموم، وسيتم مناقشته في وقت لاحق.
اقرأ أيضًا: عبارات عن العيد الوطني لتونس
الدليل الثالث:
يقدم الدليل الثالث على رفع اليدين في صلاة العيد، حيث يروي ابن عمر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا قام للصلاة، يرفع يديه حتى تكونا مستويتين مع منكبيه، ثم يكبّر وهما في هذا الوضع وعندما يرغب في الركوع، كان يرفعهما حتى يكونا مستويين مع منكبيه مرة أخرى، ثم يقول: “سمع الله لمن حمده”، ثم يسجد ولا يرفع يديه في السجود، لكنه يرفعهما في كل تكبيرة قبل الركوع حتى يكتمل الصلاة.
رواه البيهقي وابن المنذر، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس وقد صرح الألباني بصحة الحديث، حيث رواه أحمد بسند صحيح على شرط الشيخين.
على الرغم من أن هذا الحديث لم يذكر رفع اليدين في صلاة العيد بشكل مباشر، إلا أن بعض العلماء استدلوا به على صحة رفع اليدين في الصلاة بشكل عام، ولكن الألباني عبر عن شكوكه حول توسع الاستدلال بهذا الحديث، نظرا لأن سياق الحديث لا يشير إلى تكبيرات العيد المحددة ومع ذلك، فإن هذا الحديث يعتبر شاهدا يقوي الحكم برفع اليدين في الصلاة.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن العيد الوطني البحريني
الدليل الرابع:
على الرغم من عدم تثبيت رفع اليدين عن النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا أنه ثبت عن بعض الصحابة، فقد ورد عن عمر بن الخطاب وابن عمر وزيد بن ثابت.
في حديث عمر، ورد أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في صلاة الجنازة وصلاة العيد هذا الحديث رواه البيهقي والأثرم، وفي سنده ابن لهيعة، ويعتبر ابن لهيعة ضعيف الحفظ، ولذلك فإن الحديث يستدل به في الشواهد والمتابعات، ولكنه لا يعتمد عليه كحجة إذا تفرد به ابن لهيعة، ما لم يروى عنه العبادلة كما هو معروف في مواضعها.
وفي الختام، فإن التسامح والاحترام المتبادل بين الفقهاء والمسلمين في قضايا الفقه المختلفة يعتبر أمرا مهما، ويجب على المسلمين أن يتجنبوا الاختلافات الزائفة والانقسامات غير المجدية، وأن يسعوا جميعا لتعزيز الوحدة والتعاون في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.