ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية، ضمنت شمولية الشريعة الإسلامية ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية، وذلك لتحديد الطريقة السليمة التي يجب على كل مسلم ومسلمة اتباعها في حياته اليومية لنيل الثواب العظيم، حيث اهتم رسولنا الكريم عليه السلام بجعل الرسالة الإسلامية رسالة تربوية للأنفس والأخلاق قبل كونها رسالة دينية بالدرجة الأولى، لذا أطلعنا على طرق ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية، والتي سنتناولها معكم عبر موقع ترند نت انطلاقا من مسؤوليتنا الدينية تجاه متابعينا الأعزاء.
تعريف الدوافع في الإسلام
يطلق على كافة الاحتياجات والأهداف المنوط بالإنسان تحقيقها في الإسلام اسم “الدوافع”، والتي حرص الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام بتهذيبها للوصول إلى السمات العليا للبشرية، فإذا ما لم يتم ضبط الدوافع وتوجيهها بالطريقة السليمة سيعم الفساد في الأرض، حيث سيسعى كل شخص إلى تحقيق دوافعه بالطريقة التي يراها مناسبة دون الخوف من تأثيراتها السلبية على الغير أو وقوعه في الآثام، الأمر الذي يبرز أهمية معرفة طرق ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية لكل مسلم ومسلمة.
ما هي أنواع الدوافع
قبل أن نباشر في شرح كيفية وطرق ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية، فإنه من المهم للغاية تعريفكم بجميع أنواع الدوافع المختلفة التي قد تختلجها النفس البشرية منذ بداية الخليقة وصولا إلى يوم القيامة، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وأودع به بمختلف الرغبات والدوافع التي دائما ما يسعى إلى تحقيقها، ولمن لا يعرف ما هي انواع الدوافع الإنسانية الطبيعية فإنها تشمل كلا مما يلي:
- الدافع الفسيولوجي.
- الدافع للحصول على الأمان والاستقرار.
- دافع الحب والشعور بالانتماء.
- دافع النجاح والإحساس بالتفوق.
- دافع الفضول.
- الدافع الجنسي.
ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية
تم ذكر أهمية وآلية ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية بالفعل، وهو ما كشف عنه علماء الشريعة الإسلامية الذين عملوا لسنوات طويلة في تحليل كافة الأدلة الشرعية لذلك، ما جعل مصادر التشريع الأبرز هذه مثلا حيا على الدستور الإنساني الذي يجب اتباعه ليسود كل من الخير والسلام على كوكب الأرض كما أراده الله منذ بداية الخليقة، وهذه بعض الأدلة الشرعية على ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية:
- قال تعالى: “كلوا واشربوا ولا تسرفوا” (ضبط الدوافع الفسيولوجية للطعام والشراب).
- قال رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم :” من صار آمنًا في سربه، معافًا في بدنه، ولديه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” (ضبط دافع الحصول على الأمن والاستقرار الحياتي).
- قال تعالى: ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم” (ضبط دافع الحب والانتماء).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه” (ضبط دافع النجاح والتقدير).
- قال تعالى: “ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين” (ضبط دافع التحفيز والعمل).
كيف تؤثر الدوافع في سلوك الانسان
الجدير بالذكر أن سائر المشايخ الأجلاء الذين تطرقوا إلى مسألة ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية في خطبهم وبرامجهم الدينية، يدركوا كيف تؤثر الدوافع في سلوك الإنسان الذي يتاثر بكافة الانفعالات العاطفية والنفسية، حيث يمكن أن تجعل هذه الدوافع الشخص يقوم بأمور لا يحبها أو سيئة لتحقيق أهدافه، وهنا يأتي دور الإسلام ليوضح له الطريق القويم للقيام بذلك دون إفساد في الأرض.
اقرأ أيضا: ماذا يفعل الرجل للمرأة حتى تحمل في الإسلام
تنمية الدوافع المكتسبة وعلاقتها بتطور الإنسان
مما لا شك فيه أنه لا يتعارض ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية مع تنمية الدوافع المكتسبة، وذلك بسبب علاقتها بتطور الإنسان وسعيه الدائم إلى اشباع غرائزه وفضوله بشتى الطرق، حيث لاحظنا هذا الأمر عبر التاريخ ما ساهم في ظهور اختراعات وتنمية الدوافع المكتسبة، كالتعلم والتطوير الذاتي القائم على البحث والاستكشاف، ما يجعله ذو أهمية كبيرة في تطور الحضارات البشرية واستمرارها.
هناك الكثير من الأدلة الشرعية التي تبرز أهمية وطرق ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية، كونها ذات تأثير كبير على النفس البشرية وسلوك الإنسان الذي ينتهجه للوصول إلى أهدافه وتحقيق طموحاته في الحياة الدنيا.