علم الزلازل يعرف بأنه دراسة انتشار الموجات المرنة عبر سطح الأرض، ويجرى تحليل الموجات الزلزالية لتحديد خصائصها كالموقع والحجم والأصل، بالإضافة إلى ذلك، يستخدم علماء الزلازل هذا التخصص لدراسة النشاط البركاني وحركات المحيطات، وقد ساعد علم الزلازل على فهم تفاعلات باطن الأرض وتطورها مع مرور الزمن بشكل أكبر، ولقد تم استخدام هذا التخصص أيضا للتنبؤ بالزلازل المستقبلية وتقييم مخاطر الزلازل في المناطق المعرضة لنشاط زلزالي.
كيف تحدث الزلازل
يحدث الزلزال عندما تتزحزح كتلتان من الأرض فجأة فوق بعضهما البعض:
- مما يؤدي إلى إطلاق مفاجئ للطاقة المخزنة وتكوين موجات زلزالية تنتقل عبر قشرة الأرض، مسببة الاهتزازات التي نشهدها خلال الزلزال.
- تعرف النقطة على سطح الأرض حيث يحدث انزلاق الصدع بأنها بؤرة الزلزال، والنقطة المباشرة فوق هذه البؤرة تسمى مركز الزلزال.
- تتنوع الزلازل في شدتها، حيث يمكن أن تكون غير محسوسة تماما أو تكون كارثية، وذلك يعتمد على عدة عوامل مثل عمق البؤرة والقرب من المناطق السكنية وطبيعة المواد الأرضية.
تصنيف الزلازل وأنواعها
تصنّف الزلازل بناءً على حجم موجاتها الزلزالية ومنطقة حدوثها، حيث يعتبر الزلزال التكتوني الأكثر شيوعا، حيث يحدث عندما تنزلق صفيحتان تكتونيتان فوق بعضهما البعض، ويقيّس حجمه بواسطة مقياس ريختر الذي يتراوح من 1 إلى 8 أو أكثر:
- ويشمل نوع آخر من الزلازل الزلزال البركاني، الذي يحدث عندما تشق الصخور المنصهرة طريقها عبر الشقوق في قشرة الأرض، مما قد يؤدي إلى تكوين بركان، وتكون هذه الزلازل عادة قوية جدا ويمكن شعورها على مساحة واسعة.
- ويشمل النوع الثالث من الزلازل زلزال الانهيار، الذي يحدث عندما تنهار طبقات الصخور غير المستقرة بسبب التآكل أو نشاط التعدين، وعلى الرغم من أنها ليست بنفس قوة الزلازل التكتونية، إلا أنها قد تسبب أضرارا كبيرة، خاصة إذا حدثت بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان.
- ويشمل النوع الأخير من الزلازل الزلازل المستحثة، التي تحدث نتيجة للنشاط البشري مثل التعدين أو التكسير، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على القشرة الأرضية وحدوث زلازل، ويمكن أن تتراوح قوتها من الهزات الصغيرة إلى الزلازل الأكثر قوة.
دليل مراقبة الزلازل
تقدم الصينيون في فهم النشاط الزلزالي عبر العصور الوسطى وعصر النهضة، حيث قام الباحث الصيني لي شي تشن في عام 1556 بنشر، رسالة حول الزلازل، وهي دليل شامل لمراقبة الزلازل وتصنيفها:
- وفي نهاية القرن السابع عشر، تم تطوير العديد من الأدوات المخصصة لقياس الزلازل والظواهر الزلزالية الأخرى.
- اخترع الإسباني خوان فاسكيز دي كورونادو أول جهاز لقياس الزلازل في عام 1703، بينما ابتكر العالم الياباني كيونوري كاغاوا جهازا يعرف بـ “منظار الزلازل” في عام 1783، والذي كان قادرًا على اكتشاف الزلازل على مسافة تصل إلى 100 ميل.
- وفي عام 1855، طوّر الفيزيائي الأسكتلندي جون ميلن أداة متقدمة تمكنت من اكتشاف الموجات الزلزالية من أي اتجاه وتسجيل أحداث متعددة بدقة عالية عبر الزمن.
- في القرن العشرين، شهد علم الزلازل تقدمًا ملحوظًا حيث أصبحت الأدوات أكثر دقة.
- في عام 1935، طور تشارلز ريختر مقياسا لقياس شدة الزلازل يعرف اليوم باسم مقياس ريختر، والذي لا يزال يستخدم على نطاق واسع في الوقت الحالي.
- ومنذ ذلك الحين، طور العلماء طرقا دقيقة بشكل متزايد لدراسة النشاط الزلزالي حول العالم، وتشمل هذه الطرق استخدام صور الأقمار الصناعية وأدوات التصوير ثلاثية الأبعاد التي يمكن أن تساعد في التنبؤ بالأحداث المستقبلية بدقة أكبر من أي وقت مضى.
اقرأ أيضًا: توقعات الزلازل في الجزائر 2023
تاريخ علم الزلازل
يعود تاريخ علم الزلازل إلى العصور القديمة، حيث لاحظ الناس تأثيرات الزلازل على بيئتهم وأصبحت دراستها مصدرا مستمرًا للمعرفة:
- في اليونان القديمة، كان أرسطو من بين أوائل الذين حاولوا تفسير الظاهرة الزلزالية، حيث كان يعتقد أن سببها يعود إلى الرياح المحاصرة في الكهوف تحت سطح الأرض.
- ومن ثم، دحضت هذه الفكرة في وقت لاحق عن طريق العالم الصيني تشانغ هنغ في عام 132 ميلادية، حيث اقترح أن الزلازل ناجمة عن حركة قشرة الأرض نفسها، وكان هذا إنجازا كبيرًا في فهم أسباب الزلازل.
اقرأ أيضًا: توقعات الزلازل في تركيا 2023
على هذا نكون قد سردنا لكل ما يخص الزلازل لمن كيفية الحدوث إلى تاريخ الزلازل وكذلك دليل المراقبة.