ما حكم من ينكر وجود الجن، نؤمن كمسلمين بكل ما جاءنا من الله سبحانه و تعالى و الرسول الكريم، و من ضمن ما جاءنا به الإسلام وجود الجن، و بأمم و قبائل كما البشر، و برغم ذكره بالإسلام إلا أننا نجد في مواقع التواصل الإجتماعي ما بين الحين والآخر إفتعالاً للقضايا من بين مؤمن بوجود الجن و ما بين إنكاره، فقد تم وصفه من قبل البعض بأنه خرافة، بينما ذهب البعض بأنها عبارة عن كائنات ضارة.
هل تؤمن بوجود الجن
إن كنت مسلما و مؤمنا بكل ما جاء بالقرآن و السنة، لكنت واثقا من وجود الجن، فقد حدثنا القرآن عنهم بكثرة، كما تحدث عن الإنسان و العديد من الأشياء، لذلك فالمسلم يؤمن و يصدق بوجودهم وفقا لمقتضيات التصديق بالقرآن و جميع ما تحدث عنه، و هو ما يختلف عن الإيمان بالملائكة، لأن الله سبحانه و تعالى جعل الإيمان بالملائكة من أصول الإيمان و أركانه، و من عقائد الإسلام، بينما الإيمان بالجن ليس كذلك، أجزم بأنهم موجودون و لكنهم يؤذون البشر، و منهم من ينسب لهم كافة المشاكل و الحب و الإرتباط و التفرقة ما بين البشر .

النبي بعث للثقلين الإنس و الجن
عندما نعرف بأن الرسول قد أرسل لهداية الانس والجن، يتملكنا الاستغراب، فهل الجن أيضا منهم المسلم و الكافر، في الحقيقة نعم، لقد أرسل الرسول محمد لهدايتهم، و كانوا يأتونه كما يأتيه البشر قبيلة بعد الأخرى و فوجا بعد الآخر، و قد حدث ذلك لأكثر من مرة في مكة المكرمة و في المدينة المنورة، فهم مثلنا لهم أقوام و قبائل و عائلات، و لكنهم عبارة عن كائنات مستترة عن أنظارنا، كما أن لهم القدرة على التجسد و الظهور بالعديد من الأشكال المختلفة .

حكم من ينكر وجود الجن
وفقا لما أقره ابن قتيبة بكتابه التأويل لمختلف الأحاديث، أن من ينكر الشياطين و الجن هم من عقد قوم من الفلاسفة و الزنادقة، يسمون بالدهرية، وهم ليسوا من عقد المسلمين، بينما ذكر ابن حزم كتابه الفصل في الملل بأن من ينكر وجود الجن أو حتى أولهم تأويلا يخرجها عن ظاهرها فهو كافر و مشرك، و يرى عضو هيئة التدريس الدكتور أحمد البصيلي بأن منكر الجن كافر لإنكاره أمرا معلوما بالشريعة الإسلامية.

لقد قال تعالى: ” و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” ، كيف يمكن لمسلم أن ينكر وجود الجن و قد ذكرهم الله بشكل صريح في كتابه الكريم، فكيف يمكن أن ينكرها مسلم إن كان النصارى و اليهود مؤمنين بوجودهم، و لكنهم في عالم يلفه الغموض حتى الآن، ومن ينكرها ما هو إلا ملحد شكاك يختلق الافتراضات و التخيلات بجهله المحض.