ما صحة حديث انت ومالك لابيك، يعد حيث أنت ومالك لأبيك واحد من الأحاديث التي تحمل الكثير من المعاني والقيم الأخلاقية التي يجب أن يحرص على القيام بها كل مسلم تجاه أبيه، فهو حديث صحيح نسب إلى الحادثة التي جاء فيها رجل في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشكو له من أبيه الذي يأخذ من ماله وروي النبي هذا الحديث ليرد عليه، فهو يعتبر من الأحاديث التي أثارت خلاف بين أئمة المسلمين وشيوخ الدين لبيان صحته، فما هي صحة حديث انت ومالك لأبيك.
صحة حديث انت ومالك لابيك
من الجدير بالذكر أن حديث انت ومالك لأبيك يعتبر من الأحاديث الصحيحة ولا ضعف فيه، فهناك رجل قدم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكان يشكوا من والده بأنه يأخذ من ماله وأتي للنبي لكي يفتي له، فحينا رد عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم “أنت ومالك لأبيك” وهو حديث صحيح أخرجه ابن ماجه وهناك اختلاف بين الفقهاء في هذه المسألة على عدة أقوال، فقد رواه الحاكم وابن حبان في الصحيح وما لفظه الإمام أحمد واخرجه الشيخ الحاكم وصححه أبو حاتم وهذا اجمع فيه كافة الفقهاء.
معني حديث انت ومالك لابيك
تجدر الإشارة إلى أن حديث أنت ومالك لأبيك يدل على أن الرجل مشارك والده في ماله حيث يجوز للوالد ان يأخذ ويأكل من مال الابن سواء كان بأذن أو بدون أذن وهذا ما قال عنه عنه في حديثه الشريف:” أنت ومالك لأبيك”، حيث أكد الشيخ الشوكاني أن اللام في الحديث ليست للتملك وإنما للإباحة فيكون مباح للوالد ان يأخذ من مال والده، ولكن في حال كان بحاجة له وليس الإسراف فيه أو المبالغة في الطلب وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء بالإجماع فقد يكون الأخذ من مال الابن مباح للأب دون أخذ الأذن حتي ولكن دون إسراف أو تبذير ومبالغة في الطلب.
حديث الولد يشكو أباه
ذكر حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم “أن ومالك لأبيك” حيث ذكر في مناسبة أن هناك ابن أتي للنبي لكي يخبره ويشكوا له أن والده يأخذ من ماله، فكان رد النبي عليه أنت ومالك لأبيك وهذا الحديث صحيح يدل على الكثير من الدلالات والمعاني والتي أبرزها ما يلي:
- يجوز أخذ المال من الأبناء في حال كان الأب محتاج.
- لا يجوز أخذ المال من الابن بغرض الإسراف والتبذير ويترف ويزيد عن حاجته.
- يجوز للأب ان يأخذ من مال ابنه دون أن يخبره حتي.
حديث الولد وما يملك لابيه
إن الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر فهو يعطي كل ذي حقٍ حقه، حيث أن للأبناء حق عظيم على الأبناء والأبناء هم الأولى بوالديهم وقد روي الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن هناك رجل جاء إلى النبي شاكياً والده وقال له أن والدي يأخذ من مالي: فأجابه النبي أنت ومالك لأبيك، حيث أن للأب مكانة عظيمة وله حق في مال ابنه فهو اذلي أهدر تعبه وافني عمره في تربية أبنائه وأنفق عليه إلى حين أصبح قادر على العمل وإخراج المال فعليه الانفاق على والده دون تذمر أو شكوى.
حديث مشابه لحديث انت ومالك لابيك
من الجدير بالذكر أن الابن مسؤول عن والده والإنفاق عليه عندما يكبر ويصبح قادر على إخراج المال من تعبه، كما أن الوالد يجوز له أن يأخذ من أموال ابنائه بأذن وبدون أذن وهناد حديث ذكر عن ذلك حيث قال:” أنت ومالك لأبيك” كما أن هناك حديث أخر مشابه لهذا الحديث وهو حديث رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال” جاء رجل إلى االنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي احتاج مالي قال انت ومالك لأبيك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من أموالهم”.
تجدر الإشارة إلى أن حديث “أنت ومالك لأبيك” يعد من أهم الأحاديث الصحيحة التي توضح فيها أن للأب حق في مال والده ويجب على الأبناء رعاية والدهم وتقديم لهم الدعم المادي، حيث يجوز للوالد أن يأخذ من مال ابنه.