ما هي سياسة الارض المحروقة، في الحروب يستخدم العدو العديد من الاستراتيجيات التي تساعده في أضعاف قوة الطرف الآخر وهزيمته عسكرياً، فهنالك سياسة الحرب الباردة التي لا يتم استخدام اي الأسلحة العسكرية بها إنما يتم استخدام الأدوات التكنولوجيا والاعتماد على هزم الجيش سياسياً من غير المواجهة العسكرية، وهنالك أيضا سياسة الأرض المحروقة التي لاقت أهمية كبيرة في بعض الحروب السابقة وتحديداً في الحرب العالمية الثانية، واشهر من طبق هذه السياسة روسيا، ومن ترند نت نتعرف على سياسة الأرض المحروقة.
سياسة الارض المحروقة
سياسة الأرض المحروقة هي احدى الاستراتيجيات العسكرية التي تستخدم في الحروب يندرج على اثرها العديد من الخطوات التي يقوم بها احد اطراف المعركة بهدف الحاق الضرر والأذى في الطرف الآخر، وهذه الاستراتيجية تعتمد على إحراق وإتلاف اي معدات من الممكن ان يستفيد منها العدو عند التقدم الى منطقة ما او التراجع منها، بالتالي هذه السياسة من الممكن ان تشتت العدو وتضعفه من الاستفادة من قدراته العسكرية او الحرص على عدم الاستفادة من معدات الطرف الآخر في حالة الانسحاب، وفي غضون وقت سابق قد طبقت العديد من الجيوش هذه السياسة بهدف إحباط العدو وإسقاطه أستراتيجياً وعسكرياً.
ما الهدف من سياسة الأرض المحروقة
هنالك العديد من الأهداف المهمة التي تهدف اليها سياسة الأرض المحروقة ففي وقت سابق كانت تهدف هذه السياسة الى إحراق كافة المنتجات والمحاصيل الزراعية التي من الممكن ان يستفيد منها العدو عند التقدم او التراجع عسكرياً، لكن مع تطور التكنولوجيا وأدوات القتال تطورت هذه السياسة وأصبحت تشير الى حرق أي معدات عسكرية من جيبات ودبابات وأسلحة عسكرية والهياكل الأساسية مثل المأوى او الدفاعات العسكرية التي من الممكن ان يستفيد منها العدو، وقد استخدم الجيش الفرنسي هذه السياسة في مدينة الأغواط الجزائرية والحقوا الضرر بها بشكل كبير إذ استعمل الجيش الفرنسي مواد كيميائية سبب خراب هائل في مدينة الأغواط.
اقرأ أيضا: ما هي الحرب التي مات فيها سدس سكان العالم
ما هي العلاقة بين سياسة الارض المحروقة و سياسة التهجير
هنالك ارتباط قوي بين كل من سياسة الأرض المحروقة وسياسة التهجير، وارتباطهما ببعضهما البعض يهدف الى السيطرة على مكان ما بشكل استراتيجي، فأولاً سياسة الأرض المحروقة تهدف الى قطع الإمدادات الغذائية عن منطقة ما بشكل كامل بالتالي يصبح مواطني هذه المنطقة أمام خيارين أما الهجرة والنفي من هذه الأراضي، بهذا يكون قد تم فرض سياسية التهجير عليهم او الاستسلام والعودة الى نظام الحياة الطبيعي تحت هيمنة الاحتلال، ثانياً تم تطبيق هذه السياسات في العديد من الحروب العربية فقد هيمن الاحتلال على تلك المناطق عن طريق قطع الإمدادات عن مدن عربية بالكامل وعمل على تهجيرها.
سياسة الأرض المحروقة في الحرب العالمية الثانية
قد جاء استخدام سياسة الأرض المحروقة لأول في التاريخ من قبل السكوثيون ضد الملك دارا الأول ملك فارس خلال الحملة التي شنها، وقد تمكن السكوثيون من إحراق السهول وتسميم الآبار التي وصل اليها مقاتلي الملك دار، وبناءً على ذلك قتل عدد كبير من هؤلاء المقاتلين، وعادة هذه السياسة مرة أخرى في الحرب العالمية الثانية وقد استخدمتها روسيا بشكل واسع ضد التتار ونابليون بونابرت والألمان، وقد أثبتت هذه السياسة القوة الكبيرة في السيطرة على مجريات المعارك وأضعاف العدو بشكل كبير، ملخص لما سبق الأطراف التي استخدم ضدهم سياسة الأرض المحروقة في الحرب العالمية الثانية هم:
- التتار.
- ونابليون بونابرت.
- والألمان.

في الختام هنالك العديد من السياسات التي تستخدم في الحروب وكل سياسة تختلف عن الأخرى بناءً على الأساليب المتبعة بها والاستراتيجيات التي تتطبق في ارض المعركة، وقد شهدت العديد من الحروب سياسة الأرض المحروقة التي تعتبر من أذكى واخطر السياسات الاستراتيجية في الحروب بناءً على الأهداف التي تسعى لها هذه السياسة.