خلال القرون السابقة، عانى العالم من حالة مستمرة من الاضطراب والصراعات المتكررة ومن بين هذه الصراعات كانت الحروب العالمية الأولى والثانية التي تمثلت في نقطة تحول حاسمة في تاريخ البشرية وتسببت هاتان الحربان في دمار شامل وفقدان كبير للأرواح على مستوى عالمي، مما جعلهما من أخطر وأكثر الصراعات تأثيرا على البشرية خلال القرن الماضي.
كم عدد الدول التي اشتركت بالحرب العالمية الأولى والثانية
الحروب العالمية الأولى والثانية تعد من أقوى النزاعات وأخطرها، حيث اندلعت بين جميع الدول الأوروبية، وأسفرت عن خسائر مادية ومعنوية هائلة، مع تضحية ملايين الجنود، وشارك في الحرب العالمية الأولى عشرين دولة، بينما بلغ عدد الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية 112 دولة.
ملخص الحرب العالمية الأولى والثانية
الحرب العالمية الأولى كانت السبب الرئيسي لاندلاع الحرب العالمية الثانية، وكلا الصراعين تركا آثاراً سلبية على العالم والعلاقات الدولية وشهدت هذه الفترة ظهور قوى جديدة في العالم، بينما انحسرت القوى العظمى التي كانت تهيمن على الساحة العالمية لفترة طويلة.
الحرب العالمية الأولى
اندلعت الحرب العالمية الأولى في 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918، ممتدة على مدار أربع سنوات وشهد العالم صراعاً عنيفاً خلال هذه الفترة، حيث جمعت بين القوى الحلفاء، مثل بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا والدول المركزية، التي شملت ألمانيا والإمبراطورية العثمانية والنمسا واندلعت الحرب نتيجة لاغتيال ولي العهد النمساوي وزوجته في سراييفو، على الرغم من تصور الكثيرين أن الأسباب كانت تعود إلى الصراعات السياسية بين الدول القوية وانتهت الحرب بانتصار الحلفاء على ألمانيا وتوقيع هدنة كومبين وتسببت الحرب في خسائر بشرية هائلة وآثار اقتصادية سلبية على دول العالم، حيث انتشرت البطالة والفقر والمجاعات في أوروبا وخلفت سقوط العديد من الإمبراطوريات الأوروبية.
اقرأ أيضًا: ما هي الحرب التي مات فيها سدس سكان العالم
الحرب العالمية الثانية
انطلقت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر 1939 واستمرت حتى الثاني من سبتمبر 1945، ممتدة على مدى ست سنوات وشملت الحرب هجمات على دول الحلفاء، ورغم نجاح ألمانيا في هزيمة بريطانيا العظمى جزئياً، إلا أنها فشلت بشكل كبير في النهاية وسرعان ما استسلمت إيطاليا، ودمرت اليابان بالقنابل النووية مما أثر بشكل كبير على اقتصادها وتسببت الحرب العالمية الثانية في دمار اقتصادي هائل وانهيار العديد من الأنظمة القوية، بما في ذلك الإمبراطورية الألمانية، وشهدت أيضاً إنشاء الأمم المتحدة وتأسيس جامعة الأمم.
أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى
الحرب العالمية الأولى تعتبر من أخطر الحروب في التاريخ، حيث أحدثت دماراً هائلاً وأثرت بشكل كبير على البشرية، حيث فقدت البشرية ما يقرب من تسعة ملايين شخص ومن بين الأسباب التي أدت إلى اندلاعها:
- التحالف الفرنسي الروسي: تشكل هذا التحالف بين فرنسا وروسيا عام 1894 لمواجهة تهديد ألمانيا وحفظ أمن البلدين.
- الحرب الروسية اليابانية: اندلعت بين روسيا واليابان بسبب صراع على السيطرة على الموانئ البحرية في كوريا، وانتهت بفوز اليابان.
- حروب البلقان: دارت بين صربيا واليونان والجبل الأسود ضد الإمبراطورية العثمانية، مما أدى إلى تحالف دولي لمواجهة العثمانيين والاستيلاء على أراضيهم.
- الأزمة المغربية: نشأت بسبب تنازع بين فرنسا وألمانيا حول السيطرة على المغرب.
- قانون الحرب الألماني: فرضته ألمانيا على جنودها لتطوير الأسطول البحري، مما زاد التوتر مع بريطانيا.
- غزو إيطاليا لليبيا: أسهم هذا الغزو في زيادة التوتر في المنطقة وزيادة الصراعات.
- أغتيال ولي العهد النمساوي الأمير فرديناند: كان هذا الاغتيال هو شرارة اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث أشعل التوتر بين الدول الأوروبية وأدى إلى اندلاع الصراعات المدمرة.
اقرأ أيضًا: من هو رئيس ألمانيا في الحرب العالمية الأولى
أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية
هناك أسباب عدة أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، والتي تعد من أخطر وأقوى الحروب في التاريخ، وكادت أن تتفوق على الحرب العالمية الأولى من حيث التأثير ومن أهم هذه الأسباب:
- ظهور النازية في ألمانيا: بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، عادت النازية للسطح مجدداً، مما أدى إلى تفوق وهيمنة العرق الآري والتوسع العسكري.
- توسع اليابان: كان توسع اليابان في آسيا واحدة من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث تعارضت مصالحها مع الولايات المتحدة والصين.
- الفاشية في إيطاليا: بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الأولى، تبنت أفكار الفاشية والتوسع العدواني.
- الضعف السياسي في إنجلترا وفرنسا: تسبب الضعف السياسي في هاتين الدولتين في دعم التوسع العسكري لألمانيا.
هذه الأسباب كانت جزءاً من تسلسل الأحداث التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي أسفرت عن خسائر هائلة وتغيرات جذرية في توازن القوى العالمية.