هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا، لا يزال مبهما ما إذا أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا بعد مرور ما يزيد عن السبعة أشهر على فرضها، الأمر الذي جاء بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة على الأراضي الأوكرانية في شهر فبراير الماضي، حيث أطلقت العديد من وكالات الأنباء استفتاءاتها لمعرفة هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا أم لا بناء على آراء المواطنين الروس وخبراء الاقتصاد المراقبين للموقف، ما أدى إلى تضارب واضح في الأنباء حيال هذا الأمر، لذا سنتابع ما إذا أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا فعلا بشكل موضوعي عبر موقع ترند نت.
ما هي العقوبات المفروضة على روسيا
قبيل البدء بتحديد هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا أم لا، يجب إيلاء اهتمام لما هي العقوبات المفروضة على روسيا في بداية الأمر، حيث عرفت هذه الإجراءات المتنوعة في الصحافة باسم “العقوبات الدولية خلال الأزمة الأوكرانية”، وذلك لأنها فرضت على الاتحاد الروسي جراء شن الأخير حملة عسكرية على الأراضي الأوكرانية للإطاحة بالنظام السياسي في العاصمة كييف، وقد شملت العقوبات المفروضة على روسيا ما يلي:
- قطع العلاقات الاقتصادية مع روسيا.
- محاصرة روسيا في مؤسسات المجتمع الدولي.
- استبعاد البنوك الروسية من نظام المراسلة المالي الدولي “سويفت”.
- تجميد الاصول الروسية الحكومية والخاصة في الخارج ومنها من اقتراض الأموال.
- وقف شراء النفط والغاز الطبيعي الروسي.
- فرض حظر على الرحلات الجوية الروسية في مجالات الطيران الأوروبية والغربية.
- حظر تصدير السلع الفاخرة من وإلى روسيا.
- سحب الشركات الأمريكية العملاقة فروعها وإغلاقها في روسيا.
الحياة في روسيا
اعتمد الباحثين وخبراء الاقتصاد الراغبين بمعرفة هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا أم لا، على متابعة ما يجري من تغيرات على الحياة في روسيا، والتي ظهرت في وسائل الإعلام الغربية بأنها باتت أشبه بالجحيم جراء ما فرض عليها من عقوبات اقتصادية خانقة، لكن المتابع للصحافة الروسية يشهد العكس تماما خاصة مع القرارات الجديدة التي قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدارها كإجراءات مضادة للعقوبات منذ فبراير الماضي، لكن الحقيقة هي أن الحياة في روسيا لم تعد كما كانت قبل ذاك الشهر لتبقى متواترة ما بين الصعود والهبوط المتتالي للروبل الروسي.
هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا
الحقيقة، أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا بشكل ملحوظ خاصة على طبقة الأثرياء، وذلك لأنها استهدفت بشكل مباشر الاقتصادات المربوطة بالشركات الغربية والمنتجات المستوردة من الخارج، بما في ذلك سلاسل مطاعم ماكدونالدز الشهيرة وشركة آبل وغيرها، أما من الناحية الأخرى فقد أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا على الطبقات المتوسطة والفقيرة بشكل طفيف للغاية، حيث شهدوا ارتفاعا بسيطا على أسعار السلع الأساسية، ناهيكم عن قدرة الاقتصاد الروسي على تعويض الكثير من المنتجات الأخرى والاجراءات المتخذة من قبل البنك الفيدرالي الروسي لتعزيز الدخل والناتج المحلي الاجمالي للبلاد.
تأثير العقوبات على روسيا
في حين أن الدراسات التي أجريت حول هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا أم لا ركزت على الحياة المحلية الروسية، فإن تأثير العقوبات على روسيا كان لها صدى أكبر على الدول المحيطة بها وخاصة الاتحاد الأوروبي، حيث باتت القارة الأوروبية تخشى اقتراب فصل الشتاء القارص في ظل أزمة الطاقة التي تسببت بها العقوبات على روسيا، فقد أثرت العقوبات على أسعار المحروقات بشكل كبير بجانب أسعار الغاز الطبيعي المستخدم في التدفئة، ناهيكم عن الارتفاع الحاد في السلع الأساسية وعلى رأسها القمح ما انعكس على الشارع الأوروبي بالسلب ونشوء مظاهرات تطالب برفع تلك العقوبات حرصا على المصلحة العامة والوطنية لكل دولة من دول الاتحاد.
سبب فرض العقوبات على روسيا
توقعت الدول الغربية أنه قد أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا خلال الأشهر الماضية، والتي كانت قد فرضتها بغرض التأثير على العملية العسكرية الروسية الخاصة الموجهة ضد الأراضي الأوكرانية، حيث تعد الأخيرة حليفة لدول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، لكن بالعودة للوراء نجد أن سبب فرض العقوبات على روسيا يعود لعام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، الأمر الذي اعتبره الغرب سياسة عدائية من قبل روسيا ما استوجب فرض عقوبات عليها للعدول عن تحركاتها العسكرية والقتالية تجاه الغرب.
اقرأ أيضا: سبب مقتل ابنة أليكسندر دوغين عقل بوتين
اقتصاد روسيا 2022
الجدير بالذكر أنه يمكن التأكد من هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا أم لا، عبر القاء نظرة على اقتصاد روسيا 2022، والذي أكد نائب رئيس الوزراء الروسي السيد أندري بيلوسوف من قبل أنه يمكن أن ينكمش بشكل طفيف بما يقل عن 3% فقط، كون الاقتصاد الروسي يعتمد بالدرجة الأولى على قوة سوق العمل والتعداد السكاني الضخم، ناهيكم عن العلاقات الاقتصادية المتينة مع الصين وبعض دول المنطقة الكبرى التي ساهمت في تقليل عبء وتأثير العقوبات الغربية المفروضة على روسيا حتى الآن.
لا يزال البعض حائرا حيال هل أثرت العقوبات على الرفاهية في روسيا أم لا، فلنجد الاقتصاد الروسي متأثرا من حيث المنتجات المستوردة بينما يعادل خسارته بالاقتصاد المحلي القوي، ما يجعل الإجابة الأمثل مبهمة حتى ينجلي ضباب العملية العسكرية وما إذا استمر فرض العقوبات على روسيا في المستقبل أم لا.