هل يجب قول ربي اغفر لي بين السجدتين ، السجود من اركان الصلاة الصحيحة والتي لا تصح الصلاة إلا بها، وقد ورد في الأثر والسُنة النبوية الشريفة مجموعة من الأذكار التي يُستحب للمسلم أن يرددها عقب كل صلاة، وكذلك في السجود والركوع، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإكثار من ذكر الله والدعاء خاصة عن السجود، ولأن العبد أقرب ما يكون إلى الله في السجود، وشاع بين المسلمين قول ” ربي اغفر لي” أو” ربي اغرف لي ولوالدي” بين السجدتين، واختلف المسلمين في صيغة هذا الدعاء وحكمه وهل هو واجب أم سُنة مُستحبة، هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال عبر موقع ترند نت.
هل يجب الاستغفار بين السجدتين
القول الراجح في مسألة “هل يجب قول ربي اغفر لي بين السجدتين” هو أنها سُنة مُستحبة لا تبطل الصلاة بتركها، وأن المحافظة على أذكار الصلاة الواردة في السُنة النبوية سواء في الجلوس أو بين السجدتين أو عقب الصلاة هي من الامور التي تزيد من أجر المسلم، وقد جاء في الموسوعة الفقهية ما يلي:
“وَفِي الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ يُسَنُّ الاِسْتِغْفَارُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ، وَالْمَالِكِيَّةِ، وَالشَّافِعِيَّةِ، وَهُوَ قَوْلٌ عَنْ أَحْمَدَ، وَالأَْصْل فِي هَذَا مَا رَوَى حُذَيْفَةُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَقُول بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ ” رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي ” وَإِنَّمَا لَمْ يَجِبْ الاِسْتِغْفَارُ ، لأَِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُعَلِّمْهُ الْمُسِيءَ صَلاَتَهُ . وَالْمَشْهُورُ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ أَنَّهُ وَاجِبٌ ، وَهُوَ قَوْل إِسْحَاقَ وَدَاوُدَ..”.
قول ربي اغفر لي بين السجدتين
إن قول ” ربي اغفر لي ” أو ” ربي اغفر لي ولوالدي” وكذلك ” اللهم أجرني من النار” هي من الأدعية والمُستحبة ولا تضر، كما قال الإمام ابن باز في محل إجابته على حكم رب اغفر لي ولوالدي بين السجدتين، ويُستحب الإكثار من قول ” رب اغفر لي ” ثلاثاً، لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم” اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دقه وجله”، وكذلك قوله ” اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارزقني، وعافني” وأجمع علماء المسلمين في قولهم الراجح على أن قول ربي اغفر لي لمرة واحدة هي سُنة مُستحبة وليست واجبة، وأن يمكن للمسلم أن يزيد عن مرة واحدة إلى ثلاثة.
حكم الدعاء بين السجدتين
أكد علماء المسلمين على أن الدعاء بين السجدتين في الصلاة هو من السُنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي كان يُردد ” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي” رواه الترمذي، على الرغم من اجتماع علماء المسلمين على القول الراجح حول حكم رب اغفر لي بين السجدتين بأنه سُنة مُستحبة، إلا إن الحنابلة قالوا بأنه واجب لمواظبة النبي عليه، وقالوا بأن الواجب قول ” رب اغفر لي” مرة واحدة والزيادة مُستحبة، وفال الحافظ ابن رجب : ” وحكم هذا الذكر بين السجدتين عند أكثر أصحاب أحمد حكم التسبيح في الركوع والسجود ، وأنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمداً ، ويسجد لسهو، مع التأكيد على القول الراجح بانه سُنة مُستحبة لا تبطل الصلاة بتركها.

اقرأ أيضاً: خمس كلمات بين السجدتين
ما هو الدعاء الذي يقال بين السجدتين
بعد أن تعرفنا على حكم وهل يجب قول ربي اغفر لي بين السجدتين، وإنه من السُنن المُستحبة، فقد اختلف المسلمين في طبيعة وصيغة الدعاء أو الذكر الذي يُقال بين السجدتين، وقد اقر علماء المسلمين صيغتين للدعاء بين السجدتين كما وردتا عن رسول الله وهما كالتالي:
- روى النسائي وابن ماجه عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: “رب اغفر لي، رب اغفر لي”.
- وروى أبو داود عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني” ورواه أيضا الترمذي وفيه: “واجبرني” بدل: “وعافني”.
طالع أيضاً: دعاء بين السجدتين من سبع كلمات
إن قول ربي اغفر لي بين السجدتين في الصلاة غير واجب، وإنما هو سُنة مُستحبة لا يأثم المسلم بتركها ولا تبطل صلاته، هذا القول الراجح عند علماء المسلمين ومذاهبهم، مع وجود بعض الآراء التي تقول بأن قول ربي اغفر لي بين السجدتين واجب وخاصة بعض الحنابلة، إلا إن القول الراجح أنها سُنة مُستحبة.