هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل، قام قانون الأحوال الشخصية بوضع عدد من الشروط المختلفة التي تتعلق بإتمام الطلاق، والتي على أساسها لا يمكن أن يستمر الزواج بأي شكل كان، فالزواج هو اتصال روحين ببعضهم البعض والتي تتوج عندما يهب الله حياتهما بالأطفال، فالزواج يكون عبارة عن شراكة بين شخصين في الفرح والحزن ومعاناته وانتصاراته، فحياة كل منهم مقترنة بحياة الآخرين، وعليه كان لا بد أن يتم عرض هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل.
هل يجوز طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية
المشاكل وعدم الراحة النفسية في العلاقة بين الزوجين من أكثر المشاكل التي تفضي بيهم لكي يفكروا في الانفصال، فالحياة القائمة بين أي زوجين مبنية على أن يكون هناك هناك حياة مستقرة بعيدة عن الأذى والحزن والبؤس، فقد كان التساؤل حول هل يمكن أن يتم الطلاق وطلبه بسبب المشاكل المستمرة، نعم فتلك تعد أحد حالات الإيجاز الخاصة بطلب الطلاق، فهو يسمى الطلاق لضرر وهو سوء المعاشرة أو لاستحكام الخلاف والشقاق.

متى يكون الطلاق حلال
الطلاق هو أبغض الحلال، ولكنه يحدث عندما يسبب أحد الزوجين الضرر أو الإيذاء النفسي أو الجسدي للطرف الآخر، فعندها يحق للزوجة أن تطلب الطلاق بسبب الضرر وتأخذ كافة حقوقها الشرعية منه، وعليه ففي هذه الحالة يكون الطلاق حلال، ومن ضمن أسباب الطلاق للضرر هي:
- التعدي بالضرب، تلك الحالة تكون عندما يتعدى الزوج على زوجته بالضرب المبرح والمتكرر.
- هجر الزوجة، والمدة الخاصة بذلك هي تتعدى الـ6 شهور، ويكون من حق الزوجة طلب الطلاق بسبب الهجر.
- عدم النفقة، في حالة قام الزوج بامتناع عن الانفاق على زوجته يحق لها أن تطلب الطلاق.
- استحكام الشقاق والخلاف، تلك الحالة عندما تكون هناك زيادة كبيرة في المشاكل بين الزوج والزوجة.
هل يجوز طلب الطلاق بسبب الإهانة
نعم يجوز، مادام الحياة الزوجية بين الطرفين أصبحت مستحيلة، وكان بينهما ما لا يمكن أن يتم اجتماله، وقد جاء ذلك كما رواه الامام البخاري في صحيحه، عن بن عباس رضي الله عنهما،
عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه قال : جاءتْ امرأةُ ثابتِ بنِ قيسِ بنِ شَمَّاسٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالتْ : يا رسولَ اللهِ ، ما أَنْقمُ على ثابتٍ في دِيْنٍ ولا خُلُقٍ ، إلا أنِّي أخافُ الكُفرَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تَرُدِّينَ عليه حديقتَه ؟ فقالت : نعم ، فَرَدَّتْ عليه ، وأمَرَهُ أن يُفارقَها ويُروَى أنه كان أَصْدَقَها تلك الحديقةَ ، فخَالَعَها عليها ويُقالُ : إنه أولُ خُلْعٍ جَرَى في الإسلامِ
ما الذي يجعل المرأة تطلب الطلاق
هناك العديد من الحالات التي يجاز بها طلب الطلاق، بسبب كثرة المشاكل والتي تكون واحدة من ضمن المشاكل التي تم ذكرها سابقاً، ولكن هناك عدد من الأسباب الأخرى التي يجوز بسببها أن يتم طلب الطلاق وهي كالتالي:
- في حالة اثبات خيانة أحد الزوجين.
- التدخل المستمر لأهل الزوجين في شؤونهم الخاصة.
- وجود عيب خلقي في أحد الزوجين لم يتم الاعلام عنه مسبقاً.
شاهد أيضاً: حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود اسلام ويب.
حكم طلب الزوجة الطلاق دون سبب
في حالة عدم قدرة المرأة على العيش مع الرجل بسبب الكثير من الأسباب التي تم ذكرها سابقاً، عليه أن يعطيها حقوقها كاملة وأن تطلب الطلاق، ويقف القانون والشرع بجانب المرأة في هذه الحالة، ولكن في حالة أن الزوجة لم يكن لديها أي سبب مذكور لكي تطلب الطلاق، أو أي سبب أساسي، فهنا يختلف الأمر بشكل كامل، فقد تم الفتي في هذا الأمر على أن المرأة التي تطلب الطلاق دون اي سبب تؤثم شرعاً، ولها عذاب شديد يوم القيامة، وجاء ذلك استناداً:
“يُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”
يعد الطلاق هو أبغض الحلال عند الله تعالى، لكنه قد يكون هو القرار المناسب والحقيقي في عدد من الحالات المختلفة، فلكل منها شروطه الشرعية والقانونية، وعليه فهناك بعض الحالات التي يستحيل أن يتم التعامل معها أي كان أو الاستمرار بالعلاقة، وعليه كان لا بد من عرض هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل.