حكم إظهار الفرح والسرور يوم العيد

بالتأكيد العيد فرصة عظيمة لنعبر فيها عن فرحتنا وسرورنا بنعمة الله وبركاته ولكن يجب أن نحتفل ونفرح وفقا للضوابط الشرعية والأخلاقية التي وردت في الدين الإسلامي.

حكم إظهار الفرح والسرور يوم العيد

الاحتفال بالعيد وإظهار الفرح والسرور فيه هو مندوب في الإسلام بل هو جائز ومشروع:

وذلك لأن الله تعالى شرع هذه الأعياد لعباده.
ففي هذه الأعياد يقام شعائر دينية مهمة مثل صلاة العيد والخطبة والذبح ولذا ينبغي لقلوب المؤمنين أن تعظم هذه الشعائر وتظهر الفرح بها.
والتعظيم لهذه الشعائر من علامات تقوى القلوب كما قال الله تعالى ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ.
فعلى المؤمنين أن يعبروا عن فرحتهم بالعيد ويظهروا السرور بهذه الشعيرة المباركة التي شرعها الله تعالى.

كيفية إظهار الفرح بالعيد

إظهار الفرح بالعيد أمر أمرنا الله به ولكن هناك كيفية لإظهار الفرح بالعيد وسوف نتعرف عليها فيما يلي :

يعتقد بعض الناس أن السماح بالفرح والاحتفال بالعيد يعني السماح بفعل المحظورات والمحرمات مما يدفعهم إلى الإسراح لأنفسهم للقيام بما يشاؤون بغض النظر عن مدى تناسب ذلك مع الشريعة الإسلامية وهذا اعتقاد غير صحيح.
فالإسلام دين الوسطية والاعتدال حيث لا يتسامح مع الإفراط أو التفريط ولا يقبل الغلو أو الإجحاف في أي مجال من مجالات الحياة.
وهذه الوسطية والاعتدال تظهر في جميع جوانب الدين الإسلامي فلا يتمحور الدين حول جانب واحد دون غيره.

الخروج لصلاة العيد

صلاة العيد هي إحدى شعائر الإسلام الظاهرة التي حث عليها الشرع المطهر وهي سنة مؤكدة عند جماهير العلماء :

وقد اعتبرها البعض واجبة لذا ينبغي للمسلم الحرص على أداء هذه الشعيرة قدر المستطاع حيث يشترك فيها الرجال والنساء والأطفال.
ومن السنة أن يخرج المسلمون إلى صلاة العيد مشيا على الأقدام وينبغي للمرأة حتى الحائض أن تشارك في هذه الصلاة كما جاء في صحيح مسلم. التزين بالثياب والطيب من مظاهر الفرح في العيد حيث ينبغي على المسلم أن يظهر بأبهى صورة وأفضل حال.
ويفضل لبس الثياب الجديدة إن أمكن وإلا في الثياب الجميلة والنظيفة.
ومن السنة أيضا أن يتطيب المسلم ليكون عطره جميلا وقد كانت عادة عند الصحابة أن يظهروا فرحتهم بالعيد بالتزين والطيب فكان ابن عمر يصلي صلاة الفجر وهو متزين بثياب العيد.
وكانت تستحب الزينة والطيب في كل عيد حسب أقوال العلماء المشهورة.

آداب الاحتفال بالعيد

في آداب العيد يجب علينا الاستعداد بالاغتسال وإظهار الفرح ولكن هناك بعض الآداب وهذه الآداب كالآتي:

فكما ذكر ابن القيم كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس للعيدين أجمل ثيابه وكان له حلة خاصة يلبسها في هذه المناسبة.
أما بالنسبة للنساء فعليهن أن يخرجن إلى صلاة العيد بالتزين بالطهور والنظافة وفقا للسنة النبوية.
يتجلى في العيد مظاهر العبودية لله والتقرب إليه وتتجلى أيضا فيه معان اجتماعية وإنسانية ونفسية حيث تنعكس فيه التسامح والمحبة والتآخي بين الناس.
يتبادل الناس التهاني ويتصالحون وتتألف القلوب وتزول الأحقاد وتتجدد الروابط الاجتماعية والإنسانية.
في مجالس العيد تتجسد القيم الأخلاقية النبيلة وتتعزز العلاقات الاجتماعية وتنمو قيم التعاون والتضامن والتراحم والتعاطف.

أدلة من القرآن الكريم على فرحة العيد

في القرآن الكريم وجدنا العديد من الآيات التي تحث على فرحة العيد والاحتفال به بطريقة تعبر عن الشكر والامتنان لله على نعمهمن هذه الآيات الكريمة:

قوله تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا اللَّهَ علي ما هداكم وهذه الآية تشير إلى أهمية استكمال أيام الصيام في شهر رمضان وإكمال العدة وأن تكبير الله على هذه الهدايا والنعم التي منحها للناس.
وقوله تعالى قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ تشجيع على الفرح والسرور بنعمة الله ورحمته وأن الفرح بنعمة الله خير من جمع الدنيا وما فيها.
إن هذه الآيات تبين أن الفرحة بالعيد ليست مجرد مظهر من مظاهر الاحتفال العابرة بل هي عبادة وشكر لله على نعمه وتعزيز لروح الأخوة والتآخي في المجتمع.

وفي الختام نكون تعرفنا على حكم إظهار الفرح والسرور يوم العيد وتعرفنا على الكثير من الأحكام الخاصة بهذا الأمر أتمنى أن ينال أعجابكم