هل الاغتسال من سنن يوم العيد

من المستحب أن يتطهر المسلم بالاغتسال قبيل يوم العيد، حيث يتجمع الناس لأداء الصلاة يُفضل الاغتسال في هذا اليوم مثلما يستحب في يوم الجمعة، وإذا اقتصر الشخص على الوضوء فإنه يجوز ذلك، حيث أنه إذا لم يكن الاغتسال واجبًا كما هو الحال في يوم الجمعة، فإن الوضوء يكفي.

هل الاغتسال من سنن يوم العيد

يتساءل البعض هل الاغتسال من سنن يوم العيد حيث إن الغسل يوم العيد يعد من الأمور التي قام بها الصحابة – رضي الله عنهم، ولكن لم يثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم، ذلك ينقل الإمام النووي الاتفاق على سنية غسل العيد، والسنة هنا تعني أنه إذا قام بها الشخص يثاب، ولكنه لا يعاقب عند تركها يعتبر غسل العيد مشروعًا لجميع الناس، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: “إن هذا يوم عيد، جعله اللَّه للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإن كان طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك”، وبالتالي يسن الاغتسال لصلاة العيد كما يسن الاغتسال لصلاة الجمعة، ولا يؤثر عدم الاغتسال لصلاة العيد في صحة الصلاة.

وقت الاغتسال للعيد

توقيت الاغتسال للعيد يجب أن يكون بعد صلاة الفجر كما يفضل، ولكن إذا اغتسل قبل الفجر نظرًا لقلة الوقت وصعوبة الوصول إلى المصلى وربما بعده، فإن هذا يُعتبر مقبولًا أيضًا في الوقت المحدد للاغتسال، يُفضل أن يكون متصلاً بالانتقال إلى المصلى ويشير شرح موطأ الإمام مالك إلى أن أفضل وقت للغسل للعيد هو بعد صلاة الفجر وفي شرح مختصر خليل يُذكر أن وقت الغسل يبدأ من سدس الليل الأخير وبالنسبة للسنّة الشافعية، فإن الغسل قبل طلوع الفجر يُعتبر صحيحًا وقد يُفضل البعض الغسل في الليل لأنه أقرب إلى وقت الصلاة، ولكن الأفضل أن يكون بعد الفجر لتجنب الاختلاف في الرأي وضمان أفضلية النظافة في النهاية، يمكن الاغتسال للعيد قبل صلاة الفجر إذا كان ذلك مناسبًا للفرد وحتى يتمكن من الانضمام إلى صلاة العيد في الوقت المناسب.

كيفية غسل صلاة العيد

خطوات غسل العيد تتبع صفة الغسل التي كان يتبعها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يُوصى للمسلم بالاغتسال قبل صلاة العيد. وتشمل الخطوات التالية:

ينوي المغتسل الغسل للصلاة.
يسمي الله تعالى.
يغسل اليدين ثلاث مرات بالماء.
غسل العانة.
يتوضأ وضوء الصلاة.
يغسل منابت شعر الرأس بصب الماء عليها ثلاث مرات.
يُعمم الماء على جسده كاملاً، بدءًا من الجانب الأيمن ثم الأيسر.
يسن دلك الجسد باليدين.
غسل القدمين.

سنن غسل العيد

سُنن غسل العيد تشمل غسل المسلم بكمية من الماء تتراوح بين صاع وخمسة أمداد، مع إمكانية زيادة الكمية إذا كانت هناك حاجة ملحة، ولكن ينبغي للمسلم تجنب الإسراف في استخدام الماء يُسمح له بالاستحمام من المياه الجارية مثل الأنهار والبحار ومياه العيون، ويمكنه الاستحمام في الحمامات المخصصة لذلك، ومع ذلك يجب عليه تجنب الاستحمام في المراحيض التي تحتوي على أرضيات طينية، حيث يتجنب المسلم استخدامها للاستحمام بسبب احتمال وجود نجاسة تنتقل له خلال الاستحمام.

آداب العيد المسنونة عن النبي صلى الله عليه وسلم

يُعتبر العيد مناسبة مهمة في الإسلام، وقد جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عدة آداب مسنونة تُعتبر مهمة في هذا اليوم المبارك، ومن هذه الآداب:

الغسل على الوجه وارد قبل العيد ليكون المسلم في أحسن حال قبل الصلاة.
تناول الطعام قبل الخروج إلى المصلى في عيد الأضحى حيث يُفضل تناول وجبة الإفطار قبل الصلاة.
التكبيريُستحب تكبير التكبيرات المعلومة قبل صلاة العيد حتى يخرج الإمام.
تهنئة بعض المسلمين بعضًا بحلول العيد.
حرص الرجال على الانتقال للمصلى متزينين ومطيبين، والنساء يُفضلن الخروج محتشمات بأبهى حللهن.
الذهاب إلى المصلى عبر طريق معين والعودة عبر طريق آخر، وهو من السنن المباركة التي يُفضل اتباعها في هذا اليوم العظيم.

في الختام، نكون قد تناولنا جانبًا مهمًا من السنن المستحبة في يوم العيد وأهمية الغسل في هذا اليوم المبارك إنَّ الغسل في يوم العيد ليس فقط تطهيرًا للجسد، بل هو عمل ينبغي على كل مسلم أداؤه اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي هذا التطهير الجسدي كتأكيد للنقاء والاستعداد الروحي للاحتفال بالعيد وأداء العبادات بأفضل حال، بالاستمتاع باللحظات الجميلة مع الأهل والأحباب في هذه المناسبة المباركة إذاً، يجب على المسلمين التمتع بالغسل كجزء من الاستعداد لاستقبال العيد بروح متجددة ونقية، متمنين للجميع عيداً سعيداً وأوقاتاً مليئة بالفرح والسرور، فلنستمر في التمسك بالسنن النبوية وتعظيمها، ولنعمل جاهدين للارتقاء بمستوى إيماننا وعباداتنا، راجين من الله تعالى قبول الأعمال والطاعات، وأن يجعلنا من الفائزين في الدنيا