شخصيات

اعتزال داوود عبد السيد ومسيرته المهنية

اعتزال داوود عبد السيد، هو حدث يستحق الانتباه والتأمل، حيث يمثل نهاية مرحلة مهمة في مسيرة حياة المخرج إن اعتزال أي مخرج يعتبر خطوة كبيرة تتطلب تفكيراً وتحليل للظروف والأهداف الشخصية والمهنية يشكل داوود عبد السيد شخصية بارزة في الإخراج والتمثيل، وعلى الرغم من عدم استخدامه لمصطلح “الاعتزال” بالمعنى المعتاد، إلا أنه أكد أنه لم يعد قادرًا على تقديم الأعمال الفنية التي تتوافق مع رؤيته الإبداعية في البيئة الفنية الحالية.

اعتزال داوود عبد السيد

اعلن داوود عبد السيد قراره النهائي بالاعتزال عن مجال الإخراج، حيث أوضح في تصريحاته خلال برنامج “المساء مع قصواء” على قناة “CBC” أنه لم يعد قادرًا على التفاعل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور في الوقت الحالي، وأوضح عبد السيد أن هذا القرار جاء نتيجة للظروف الشخصية والفنية التي يواجهها، مؤكدًا أنه اتخذ القرار بعد تفكير مستفيض، وعلى الرغم من تفاجئه من رفض الوسط الفني لقراره، فإنه أعرب عن سعادته بتفاعلهم مع قضاياه، مشيرًا إلى استعداده للمشاركة في المهرجانات الفنية في المستقبل إذا استدعت الضرورة، وأضاف أنه يرى أنه من الضروري تحقيق إصلاحات في البيئة الفنية، مثل تحسين الرقابة وتوفير الفرص للطبقة البسيطة، ومواجهة ارتفاع أسعار التذاكر في دور السينما، وهذه الإصلاحات هي شرط لعدوله عن قراره.

اقرأ أيضًا: من هو لؤي فاضل المخرج العراقي

مسيره المخرج داوود عبد السيد 

خلال خمسة عشر عامًا، تميزت مسيرة عبد السيد بتقديمه لحوار من طرف واحد في أفلامه، حيث صنع الحوار الصامت بوساطة الكاميرا بدلاً من الكلمات ومع ذلك، شعر عبد السيد بالحاجة للخروج من دائرة الأفلام التسجيلية المغلقة ليلتقي بجمهوره الحقيقي فاتخذ قرارًا بكتابة وإخراج فيلم روائي، وبالتالي، خرج من عالم الصمت إلى عالم الحوار الكلامي.

عبد السيد تعلم خلال رحلته أن الوصول لعقل المشاهد يتطلب قصصًا ترويها الكلمات، وليس فقط الصور عبر تجاربه في الأفلام التسجيلية، كان يسعى إلى إخراج أفلام روائية تنعكس فيها رؤيته الفنية والفكرية، وهو ما بدأ يتحقق من خلال تطور أعماله السينمائية، رفض عبد السيد الاستمرار كمساعد مخرج وقرر دخول مجال السينما الروائية من خلال ميدان خارجي، وهو مجال الأفلام التسجيلية التي كانت تعد حافزًا لخوض التجربة الروائية بدأ يكتب القصص والسيناريوهات ويتحدى التقاليد السائدة ليعبر عن رؤيته الفنية الخاصة.

عبد السيد يعتبر أن تعلم كتابة السيناريو هو جزء أساسي من عملية الإخراج، حيث يرى أنه عندما يتعلم الشخص كتابة السيناريو، فإنه يتعلم الإخراج أيضًا وبالفعل، كانت لديه ثقة في قدرته على تجسيد أفكاره في شكل سينمائي، مما دفعه للاستمرار في مسيرته السينمائية وتحقيق أحلامه، بالرغم من التحديات والصعوبات التي واجهها.

استطاع عبد السيد أن يحقق نجاحًا في مجال السينما الروائية، وبقي وفياً لرؤيته الفنية الخاصة، وفي تصريحاته الصحفية، يشدد عبد السيد على أن السينما الجديدة ليست سوى تطور واستمرار لتراث السينما القديمة، حيث تنعكس ذاتيته كمخرج بشكل واضح في أعماله يعبر دائمًا عن ارتباطه العميق بالسينما الذاتية، حيث يقدم موضوعات تعبر عن أفكاره ومشاعره بصدق وصراحة، بغض النظر عن الظروف الخارجية. يعتبر أن تقديمه لجزء من أحلامه في عالم السينما هو إنجاز يسير، ويطمح لتحقيق المزيد من طموحاته في المستقبل.

اقرأ أيضًا: من هو المخرج محمد الدايخ ويكيبيديا

باعتزاز واحترام تتعامل خاتمة مسيرة داوود عبد السيد، المخرج الذي أثرى السينما المصرية بأعماله الرائعة والمميزة رغم إعلانه اعتزال الإخراج، إلا أن ذكراه ستظل خالدة بين صفحات تاريخ السينما، حيث بصم بأسلوبه الفريد والذي يحمل العمق والجرأة والإبداع يبقى داوود عبد السيد مثالًا حيًا على الفنان الذي يتمسك برؤيته الفنية ويسعى لتحقيق أحلامه بكل إصرار وتفانٍ.

السابق
كم سعر ايفون 15 برو max في السعودية
التالي
رواية شروق الشمس pdf