يا راحلين إلى منى بقيادي هيجتموا يوم الرحيل فؤادي، هي أنشودة رائعة عن الحج، فإن مع توافد الحجاج الى مشعر منى حتى يؤدون فريضة الحج، قد تتجدد في ذاكرتنا انشودة (يا راحلين الى منى)، وتلك الأنشودة قيلت من قبل 634 عام للشاعر اليمني عبدالرحيم البرعي رحمه الله، وقالها وهو في طريقه للحج وداهمه التعب وتوفي قبل الركب والحج.
كلمات انشودة يا راحلين إلى منى
إن البرعي في هذه الأبيات الرائعة يعبر فيها عن شوقه، ويكثر خلالها من الخيال حيث أنه يتخيل أن يوجد مناديا ينادي عليه ويينظر الى المسلمين في الحج، و يعكس إلينا الصور المعبرة التي تأخذ القلوب والأفئدة، ويوصف من رأى ومن سمع، وهذه الأنشودة من أشهر أناشيد البرعي الذي قال فيها:
يا راحلين إلى منىً بقيادي هيجتموُ يوم الرحيل فؤادي
حرَّمتمو جفني المنام لبُعدكم يا ساكنين المنحنى والوادي سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
العِيسُ أطربني وصوت الحادي فإذا وصلتم سالمين فبلغوا مني السلامَ أُهَيْلَ ذاك الوادي
وتذكروا عند الطواف متيماً صبّاً براه الشوقُ والإبعاد لي في ربى ظلال مكة مرهمٌ
فعسى الإلهُ يجود لي بمرادي ويلوح لي ما بين زمزم والصفا عند المقامِ سمعت صوت منادي
يَقُولُ لِي يَا نَائِماً جدّ السُّرَى عَرَفَاتُ تجلو كل قلب صَادِي من نال من عرفات نظرة ساعة
نال السرور ونال كل مراد يا رب أنت وصلتهم وقطعتني فبحقهم يا رب حُلّ قيادي
بالله يا زوار قبر محمد من كان منكم رائحاً أو غادي فليبلغ المختار ألف تحية من عاشق متقطع الأكباد.
من هو مؤلف قصيدة يا راحلين إلى منى
انها قصيدة تتعطر بلهفة الشوق، فهي انتشرت ومعانيها كالثمر المبذول بهذا نعرف ان مؤلف قصيدة يا راحلين إلى منى هو (عبد الرحيم بن أحمد البرعي اليماني)، فإن نجم البرعي سطع وتلألأ في أواخر القرن 8 هــ وأوائل القرن 9 هــ في دولة اليمن، فهو قلبه مليء بحب الله ورسوله، فالناس أحبته كثيراً، وقد عيّن مقدرته كلها على نظم الشعر في ذكر الله، ومحبة الله ورسوله، وقد إنتشر شِعره بدرجة كبيرة بين الناس حتى أنهم كانوا يقرأونه في المناسبات الدينية والمساجد لأنها تقربهم لله سبحانه وتعالى، وحصل البرعي على نصيب رفيع وعالي من العلم حتى اشتهر بين المسلمين.
تحميل انشودة يا راحلين
أنشودة يا راحلين الى منى يخرج فيها البرعي لواعج التمني والشوق للقاء خلال موسم الحج، فهو أراد أن يحج ويزور بيت الله الحرام، وإنه حُمل في السير للحج على جمل، وعندما سارو على بعد 50 ميلا من مكَّة المكرمة أحسَّ بإقتراب أجله، فقام بتنظيم هذه الأنشودة، حتى بلغ البيت الأخير منها قطعت أنفاسه وتوفاه الله، وهذه الأنشودة أتت مليئة بصور البيان والبديع وحتى الاستعارات،والوصف والصور ، وهذا ما منحها جمالاً أعمق، ولمن أراد تحميل أنشودة يا رحلين لى منى من خلال هذا الرابط.
من خلال الأبيات السابقة يبن البرعي شكواه فيها وصور حالة نفسه التي تفاقمت ألم من الحنين والشوق الشديدين، ومعاناته التي تزيد وهو يرى المسير يتقدم وصوت واحد يعلو مؤذناً بالانطلاق صوب بيت الله، وقد خرج منه تلك الداء الحزين و استهله بالنداء «يا راحلين».