حكم الزوج الذي لا يصالح زوجته، لا بد أن يكون الزوج على علم ودراية بأن المرأة إنسان ضعيف بطبيعته يحتاج دائماً إلى الدعم، وطالما لم ترتكب المرأة أي شيء نهى عنه الشرع، وكان الزوج له يد في المشكلة، فإنه من ابسط حقوقها ان يلاطفها و يخفف من غضبها بسبب ما قام به، فلا إثم على الزوجة التي لا تكون سبب في غضب زوجها، إنما يلحقها الضرر في حالة قصرت في واجباتها الشرعية أو الزوجية، وعليه سيتم عرض ما حكم الزوج الذي لا يصالح زوجته.
ما حكم من نامت زعلانة من زوجها
قد انتشر الحديث العديد من الأحاديث التي تتحدث عن ان كل من ترك زوجته باكية او زعلانة منه في ليلها فإنه تلعنه الملائكة في كل خطوة يخطوها، وهذا الحديث يعد من ضمن الأحاديث المغلوطة والكاذبة، فلم يتم ذكره في البخاري او في مسلم ويجب الابتعاد عنه وعدم الأخذ به، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “”استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء” .

ما حكم الزوج الذي لا يصالح زوجته
تطرق الدين الإسلامي للكثير من الأمور الخاصة بالعلاقة الزوجية منها ترك الزوج زوجته زعلانة وغاضبة منه، ففي حال لم ترتكب الزوجة ما نهى عنه الشرع وكان هو سبب المشكلة فليس عليها اثم اطلاقا بل عليه، وفي حال كان التقصير صادرا منها فان الاثم يلاحقها، وجاء عن بي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمُ: الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ»، وبهذا يكون الحكم هو صلاته غير مقبولة عند الله جل علاه ولا يرفع له أي عمل من الاعمال.
حكم ظلم الزوج لزوجته
الزوج الذي يظلم زوجته عليه ان يتقي الله تعالى فيها، وفيمن أودعها الله امانة عنده، واكد ان الله تعالى يمهل الظالم مرات ومرات، حتى إذا أخذه لم يفلته مرة أخرى، وعليه لا بد على كل زوج أن ينظر لمن لديه بعين عطوفة، والدليل:
قال رسول الله “مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه مِنْه الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمتِهِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيِّئَاتِ صاحِبِهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ.
حكم من أبكى زوجته
قد قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاثةٌ لا تُجاوِزُ صَلاتُهم آذانَهم”، أي: إنَّ صَلاتَهم لا تَصعَدُ إلى السَّماءِ وتكونُ غيرَ مَقبولةٍ؛ وذلك لأنَّها اقترنَت بمعصيةٍ حتَّى وإن كانت صحيحةً في شُروطِها وأركانِها” وهم العبد الآبق أي العبد الذي يهرب من مالكه بدون اي سبب أو عذر، والمرأة التي باتت وزوجها عليها ساخط، أي أن زوجها غاصب عليها بسبب سوء اخلاقها، او عصيانها له، وإمام قوم، اي من تقدم للناس امام بالصلاة وهم له كارهون.
شاهد ايضاً: حكم من ينكر وجود الجن.
حكم هجر الزوج لفراش زوجته متعمد
حسب دار الإفتاء فإن هجر الزوج لزوجته بشكل متعمد لا يجوز والعكس أيضا، فلا يمكن للزوجة ان تقوم بهجر زوجها او الامتناع عنه بشكل او بآخر، ومن الواجب أن يعاشر زوجته بالمعروف، والدليل على ذلك:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا.. سورة النساء.
على الانسان أن يسعى من خلال أعماله إلى تحصيل كل ما فيه الخير له لكي ينتفع به في الآخرة، ولذلك فقد كان النبي يحذر من كل الأعمال التي قد تهدر بصاحبها وتهدر اجره وثوابه، فالزوج لا بد ان يتعامل مع زوجته بالحسنى، وعليه كان لا بد ان يتم عرض حكم الزوج الذي لا يصالح زوجته